الجمل الكبير جملاوي محترف
الورقة الشخصية مبتدئ: 10 متوسط: 25 محترف: 40
| موضوع: فتح عمورية الأحد أغسطس 09, 2009 7:53 pm | |
| أبو تمام ( 188 ـ 231هـ = 804 ـ 846م ) فهو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، من حوران، من قرية جاسم، في بلاد الشام. ولد في أيام الرشيد، وقيل اسم والده تَدْرَس، وكان نصرانيـاً فأسلم وتسمي أوس، وانتمي لقبيلة طيء. نشـأ أبو تمام فقيراً، فكان يعمل عند حائك ثياب في دمشق، ثم رحل إلي مصر. فكان وهو صغير يسقى الماء في جامع عمرو بن العاص، ويتردد علي مجالس الأدباء والعلماء، ويأخذ عنهم. وكان يتوقد ذكاء، ونظم الشعر في فترة مبكرة من حياته. ثم عاد من مصر إلي الشام. ويُعد أبوتمام من أعلام الشعر العربي في العصر العباسي. عُرِف بخياله الواسع، ويمتاز عن شعراء عصره بأنه صاحب مذهب جديد في الشعر يغوص علي المعاني البعيدة، التي لا تُدرك إلاّ بإعمال الذهن والاعتماد على الفلسفة والمنطق في عرض الأفكار. يعدُّ أول شاعر عربي عني بالتأليف، فقد جمع مختارات من أجمل القصائد في كتاب سماه ( الحماسة ). أكثر شعره في الوصف والمدح والرثاء، له ديوان شعر مطبوع. ومن مشهور شعره قصيدته في فتح عمورية، التي مدح فيها الخليفة المعتصم،
القصيدة
السَّيْـفُ أَصْـدَقُ أَنْبَـاءً مِـنَ الكُتُـبِ فـي حَـدهِ الحَـدُّ بَيْـنَ الجِـد واللَّعِـبِ بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُودُ الصَّحَائِـفِ فـي مُتُونِهـنَّ جـلاءُ الـشَّـك والـريَـبِ والعِلْـمُ فـي شُهُـبِ الأَرْمَـاحِ لاَمِعَـةً بَيْنَ الخَمِيسَيْـنِ لافـي السَّبْعَـةِ الشُّهُـبِ أَيْنَ الروايَـةُ بَـلْ أَيْـنَ النُّجُـومُ وَمَـا صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومـنْ كَـذِبِ تَخَرُّصَـاً وأَحَادِيثـاً مُلَفَّـقَـةً لَيْـسَـتْ بِـنَـبْـعٍ إِذَا عُـــدَّتْ ولاغَـــرَبِ عَجَائِبـاً زَعَـمُـوا الأَيَّــامَ مُجْفِـلَـةً عَنْهُنَّ في صَفَـرِ الأَصْفَـار أَوْ رَجَـبِ وخَوَّفُوا النـاسَ مِـنْ دَهْيَـاءَ مُظْلِمَـةٍ إذَا بَـدَا الكَوْكَـبُ الْغَرْبِـيُّ ذُو الذَّنَـب ِوَصَيَّـروا الأَبْـرجَ العُلْـيـا مُرَتِّـبَـةً مَـا كَـانَ مُنْقَلِبـاً أَوْ غيْـرَ مُنْقَـلِـبِ يقضون بالأمـرِ عنهـا وهْـيَ غافلـةٌ مادار فـي فلـكٍ منهـا وفـي قُطُـبِ لـو بيَّنـت قـطّ أَمـراً قبْـل مَوْقِعِـه لم تُخْـفِ ماحـلَّ بالأوثـانِ والصُّلُـبِ فَتْـحُ الفُتـوحِ تَعَالَـى أَنْ يُحيـطَ بِــهِ نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْـرٌ مِـنَ الخُطَـبِ فَتْـحٌ تفَتَّـحُ أَبْـوَابُ السَّـمَـاءِ لَــهُ وتَبْـرزُ الأَرْضُ فـي أَثْوَابِهَـا القُشُـب ِيَـا يَـوْمَ وَقْعَـةِ عَمُّوريَّـةَ انْصَرَفَـتْ مِنْـكَ المُنَـى حُفَّـلاً مَعْسُولَـةَ الحَلَـبِ أبقيْتَ جِدَّ بَنِـي الإِسـلامِ فـي صعَـدٍ والمُشْرِكينَ ودَارَ الشـرْكِ فـي صَبَـب ِأُمٌّ لَهُـمْ لَـوْ رَجَـوْا أَن تُفْتَـدى جَعَلُـوا فدَاءَهَـا كُــلَّ أُمٍّ مِنْـهُـمُ وَأَبــوَبَ رْزَةِ الوَجْـهِ قَـدْ أعْيَـتْ رِيَاضَتُـهَـا كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَـرِبِ بِكْـرٌ فَمـا افْتَرَعَتْهَـا كَـفُّ حَـادِثَـةٍ وَلا تَرَقَّـتْ إِلَيْـهَـا هِـمَّـةُ الـنُّـوَبِ مِنْ عَهْـدِ إِسْكَنْـدَرٍ أَوْ قَبـل ذَلِـكَ قَـدْ شَابَتْ نَواصِي اللَّيَالِي وهْـيَ لَـمْ تَشِـبِ حَتَّـى إذَا مَخَّـضَ اللَّـهُ السنيـن لَهَـا مَخْضَ البِخِيلَـةِ كانَـتْ زُبْـدَةَ الحِقَـبِ أَتَتْهُـمُ الكُـرْبَـةُ الـسَّـوْدَاءُ سَــادِرَةً مِنْهَـا وكـانَ اسْمُهَـا فَرَّاجَـةَ الكُرَبِـج َرَى لَهَـا الفَـألُ بَرْحَـاً يَـوْمَ أنْـقِـرَةٍ إذْ غُودِرَتْ وَحْشَةَ السَّاحَـاتِ والرِّحَـب ِلمَّا رَأَتْ أُخْتَهـا بِالأَمْـسِ قَـدْ خَرِبَـتْ كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْـدَى مـن الجَـرَبِ كَمْ بَيْنَ حِيطَانِهَـا مِـنْ فَـارسٍ بَطَـلٍ قَانِـي الذَّوائِـب مـن آنـي دَمٍ سَـربِ بسُنَّـةِ السَّيْـفِ والخطـي مِـنْ دَمِــه لاسُنَّـةِ الديـن وَالإِسْـلاَمِ مُخْتَـضِـب ِلَقَـدْ تَرَكـتَ أَميـرَ الْمُؤْمنيـنَ بِـهـا لِلنَّارِ يَوْمـاً ذَليـلَ الصَّخْـرِ والخَشَـبِ غَادَرْتَ فيها بَهِيمَ اللَّيْـلِ وَهْـوَ ضُحًـى يَشُلُّـهُ وَسْطَهَـا صُبْـحٌ مِـنَ اللَّـهَـبِ حَتَّى كَـأَنَّ جَلاَبيـبَ الدُّجَـى رَغِبَـتْ عَنْ لَوْنِهَـا وكَـأَنَّ الشَّمْـسَ لَـم تَغِـبِ ضَوْءٌ مِـنَ النَّـارِ والظَّلْمَـاءُ عاكِفَـةٌ وَظُلْمَةٌ مِنَ دُخَانٍ فـي ضُحـىً شَحـبِ فالشَّمْـسُ طَالِعَـةٌ مِـنْ ذَا وقـدْ أَفَلَـتْ والشَّمْـسُ وَاجِبَـةٌ مِـنْ ذَا ولَـمْ تَجِـبِ تَصَرَّحَ الدَّهْـرُ تَصْريـحَ الْغَمَـامِ لَهـا عَنْ يَوْمِ هَيْجَـاءَ مِنْهَـا طَاهِـرٍ جُنُـبِ لم تَطْلُعِ الشَّمْـسُ فيـهِ يَـومَ ذَاكَ علـى بانٍ بأهلٍ وَلَـم تَغْـرُبْ علـى عَـزَبِ مَا رَبْـعُ مَيَّـةَ مَعْمُـوراً يُطِيـفُ بِـهِ غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبىً مِـنْ رَبْعِهَـا الخَـرِبِ ولا الْخُـدُودُ وقـدْ أُدْميـنَ مِـنْ خجَـلٍ أَشهى إلى ناظِري مِـنْ خَدهـا التَّـرِبِ سَماجَـةً غنِيَـتْ مِنَّـا العُيـون بِـهـا عَنْ كل حُسْـنٍ بَـدَا أَوْ مَنْظَـر عَجَـبِ وحُسْـنُ مُنْقَـلَـبٍ تَبْـقـى عَوَاقِـبُـهُ جَـاءَتْ بَشَاشَتُـهُ مِـنْ سُـوءِ مُنْقَلَـبِ لَوْ يَعْلَمُ الْكُفْرُ كَمْ مِـنْ أَعْصُـرٍ كَمَنَـتْ لَـهُ العَواقِـبُ بَيْـنَ السُّمْـرِ والقُضُـبِ تَدْبيـرُ مُعْتَصِـمٍ بِاللَّـهِ مُنْتَقِـمٍ لِـلَّـهِ مُرْتَـقِـبٍ فــي الـلَّـهِ مُـرْتَـغِـبِ ومُطْعَـمِ النَّصـرِ لَـمْ تَكْهَـمْ أَسِنَّـتُـهُ يوْماً ولاَ حُجِبَـتْ عَـنْ رُوحِ مُحْتَجِـب ِلَمْ يَغْـزُ قَوْمـاً، ولَـمْ يَنْهَـدْ إلَـى بَلَـدٍ إلاَّ تَقَدَّمَـهُ جَـيْـشٌ مِــنَ الـرعُـب ِلَوْ لَمْ يَقُدْ جَحْفَلاً، يَـوْمَ الْوَغَـى، لَغَـدا مِنْ نَفْسِهِ، وَحْدَهَا، فـي جَحْفَـلٍ لَجِـبِ رَمَـى بِـكَ اللَّـهُ بُرْجَيْهَـا فَهَدَّمَـهـا ولَوْ رَمَى بِكَ غَيْـرُ اللَّـهِ لَـمْ يُصِـبِ مِـنْ بَعْـدِ مـا أَشَّبُوهـا واثقيـنَ بِهَـا واللَّـهُ مِفْتـاحُ بَـابِ المَعقِـل الأَشِـبِ وقـال ذُو أَمْرِهِـمْ لا مَرْتَـعٌ صَــدَدٌ للسَّارِحينَ وليْـسَ الـوِرْدُ مِـنْ كَثَـبِ أَمانياً سَلَبَتْهُـمْ نُجْـحَ هَاجِسِهـا ظُبَـى السُّيُـوفِ وأَطْـرَاف القـنـا السُّـلُـبِ إنَّ الحِمَامَيْنِ مِـنْ بِيـضٍ ومِـنْ سُمُـرٍ دَلْوَا الحياتين مِـن مَـاءٍ ومـن عُشُـبٍ لَبَّيْـتَ صَوْتـاً زِبَطْرِيّـاً هَرَقْـتَ لَـهُ كَأْسَ الكَرَى وَرُضَابَ الخُـرَّدِ العُـرُبِ عَداكَ حَـرُّ الثُّغُـورِ المُسْتَضَامَـةِ عَـنْ بَرْدِ الثُّغُور وعَـنْ سَلْسَالِهـا الحَصِـبِ أَجَبْتَهُ مُعْلِنـاً بالسَّيْـفِ مُنْصَلِتـاً وَلَـوْ أَجَبْـتَ بِغَيْـرِ السَّيْـفِ لَــمْ تُـجِـبِ حتّى تَرَكْـتَ عَمـود الشـرْكِ مُنْعَفِـراً ولَـم تُعَـرجْ عَلـى الأَوتَـادِ وَالطُّنُـب ِلَمَّا رَأَى الحَـرْبَ رَأْيَ العيـن تُوفَلِـسٌ والحَرْبُ مُشْتَقَّةُ المَعْنَـى مِـنَ الحَـرَبِ غَـدَا يُصَـرفُ بِالأَمْـوال جِرْيَتَـهـا فَعَـزَّهُ البَحْـرُ ذُو التَّيـارِ والـحَـدَبِ هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُـورُ بِـهِ عَن غَـزْوِ مُحْتَسِـبٍ لاغـزْو مُكتسِـبِ لـمْ يُنفِـق الذهَـبَ المُرْبـي بكَثْـرَتِـهِ على الحَصَى وبِـهِ فَقْـرٌ إلـى الذَّهَـبِ إنَّ الأُسُـودَ أسـودَ الغـيـلِ همَّتُـهـا يَومَ الكَرِيهَةِ فـي المَسْلـوب لا السَّلـبِ وَلَّـى، وَقَـدْ أَلجَـمَ الخطـيُّ مَنْطِـقَـهُ بِسَكْتَةٍ تَحْتَهـا الأَحْشَـاءُ فـي صخَـبِ أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الـرَّدَى ومَضـى يَحْتَـثُّ أَنْجـى مَطَايـاهُ مِـن الهَرَبِـم ُوَكلاً بِيَفَاعِ الأرْضِ يُشْرِفُـهُ مِـنْ خِفّـةِ الخَـوْفِ لامِــنْ خِـفَّـةِ الـطـرَبِ إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَـا عَـدْوَ الظَّلِيـم، فَقَـدْ أَوْسَعْتَ جاحِمَهـا مِـنْ كَثْـرَةِ الحَطَـبِ تِسْعُونَ أَلْفـاً كآسـادِ الشَّـرَى نَضِجَـتْ جُلُودُهُـمْ قَبْـلَ نُضْـجِ التيـنِ والعِنَـبِ يارُبَّ حَوْبَاءَ لمَّا اجْتُثَّ دَابِرُهُـمْ طابَـتْ ولَـوْ ضُمخَـتْ بالمِسْـكِ لـم تَـطِـبِ ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيـضُ السُّيُـوفِ بِـهِ حَيَّ الرضَا مِنْ رَدَاهُمْ مَيـتَ الغَضَـب ِوالحَرْبُ قائمَةٌ في مـأْزِقٍ لَجِـجٍ تَجْثُـو القِيَـامُ بِـه صُغْـراً علـى الـرُّكَـبِ كَمْ نِيلَ تحتَ سَناهَـا مِـن سَنـا قمَـرٍ وتَحْتَ عارِضِها مِـنْ عَـارِضٍ شَنِـبِ كَمْ كَانَ في قَطْعِ أَسبَـاب الرقَـاب بِهـا إلـى المُخَـدَّرَةِ العَـذْرَاءِ مِـنَ سَبَـبِ كَمْ أَحْـرَزَتْ قُضُـبُ الهنْـدِي مُصْلَتَـةً تَهْتَزُّ مِـنْ قُضُـبٍ تَهْتَـزُّ فـي كُثُـبِ بيـضٌ، إذَا انتُضِيَـتْ مِـن حُجْبِـهَـا، رَجعَتْ أَحَقُّ بالبيض أتْرَاباً مِنَ الحُجُـبِ خَلِيفَةَ اللَّهِ جـازَى اللَّـهُ سَعْيَـكَ عَـنْ جُرْثُومَـةِ الديْـنِ والإِسْـلاَمِ والحَسَبِـبَ صُرْتَ بالرَّاحَـةِ الكُبْـرَى فَلَـمْ تَرَهـا تُنَـالُ إلاَّ علـى جسْـرٍ مِـنَ التَّـعـبِ إن كـان بَيْـنَ صُـرُوفِ الدَّهْـرِ مِـن رَحِمٍ مَوْصُولَةٍ أَوْ ذِمَامٍ غيْـرِ مُنْقَضِـب ِفبَيْـنَ أيَّامِـكَ اللاَّتـي نُصِـرْتَ بِهَـا وبَيْـنَ أيَّـامِ بَـدْرٍ أَقْــرَبُ النَّـسَـب ِأَبْقَـتْ بَنـي الأصْـفَـر المِـمْـرَاضِ كاسْمِهمُ صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ | |
|
Adel2422 جملاوي محترف
الورقة الشخصية مبتدئ: 10 متوسط: 25 محترف: 40
| موضوع: رد: فتح عمورية الإثنين أغسطس 10, 2009 2:49 pm | |
| بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُودُ الصَّحَائِـفِ فـي مُتُونِهـنَّ جـلاءُ الـشَّـك والـريَـبِ مشكور يا كبير | |
|