Adel2422 جملاوي محترف
الورقة الشخصية مبتدئ: 10 متوسط: 25 محترف: 40
| موضوع: قصة مثل (اسمع جعجعة ولا أرى طحنا ) السبت مايو 22, 2010 3:58 am | |
| قصة مثل
اسمع جعجعة ولا أرى طحنا
***************
مثل جاهلي يضرب لكثير الصخب بلا فائدة
يضرب للشخص الذي قوتة كلها في لسانة اي انه يتحدث من دون ان ينجز اي شي
تضرب عند كثرة الخطب والمظاهرات والكلام دون أفعال حقيقية ودون مواقف ..
فحينها يقول أسمع جعجعة من كثرة ما سمع من الكلام الفارغ من مضمون حقيقى فلا يرى طحناً أى فعالاً ..
جعجعة بلا طحن ( Much Ado About Nothing )
هو اسم واحدة من مسرحيات شكسبير المهمة حيث يترجمها البعض
- ضجة بلا فائدة - او - ضجة فارغة- او حتى تحت اسم - اشاعة كاذبة –
و لكن يظل جعجعة بلا طحن هو اول اسم عرفت به .
اسمع جعجعة ولا أرى طحنا
في قرية صغيرة ريفية عاش رجل قصير القامة جاف الملامح اشتهر بين قومه بالفساد و المجون حتى انه كان يأتي الفحش والنهب و السرقة علناً في كبد النهار على مسمع و مرأى الناس كلها غير مبالي وغير مهتم بنظرات الكره و كلمات الغضب و التي تلقى عليه يوما بعد يوم ..
أما عائلته فذاقت ويلات الألم و أنواع الذل و المهانة صنوفاً صنوفاً صابرين على بخله وشح يده فاقدين أي أمل في إصلاح مسيرته الفاجرة ..
ذات يوم اجتمع أبنائه الخمسة , بعد أن بطش بأكبرهم بطشة أطاحت بعينه اليمنى تماما .. بدءوا يفكرون في طريقة تخلصهم مما هم فيه , من هذه المعاناة الحية .. أو حتى سبيل يجعلهم يحصلون على ابسط حقوقهم في الحياة ..
قال أكبرهم بعد ما وضع عصابة سوداء على عينه المفقوعة ". نحن لن نرضى بالذل بعد اليوم.. سوف نجد طريقة تخلصنا من بؤسنا ." . وقال اخر ". لا ألا تذكر عندما طلبت منه حذاء جديد ماذا فعل بك ." ..
كانت أوسطهم سناً صبية ظهرت عليها ملامح الذكاء المبكر – او هكذا كانوا يعتقدون - وكانت هي الوحيدة البنت بين أربعة أخوة .. قالت لهم ." لقد جاءتني فكرة جيدة .. كل واحد منا سوف يأخذ ورقة و يكتب بها كل ما يريد .. كل ما يطلبه ليعيش سعيداً كل شيء يراه كئيب او يجعل حياته مريرة ، كل شيء كل شيء و سوف نعلن عصياننا لن نأكل و لن نشرب و لن ننظف البيت لن نحضر الحليب له ابدأ لن نجهز الطعام له ابداً ابداً ..
و عندما يجد انه لا مفر من مواجهة متطلباتنا سوف يستجيب و يرضى بها .. صاح الأبناء في فرح فقد بدت لهم هذه الفكرة على أنها حبل الخلاص الذي سينقلهم إلى الجبهة الأخرى و يعيشون مثل باقي سكان البلدة .
انطلق كل منهم يبحث عن ورقة و قلم ليكتب قائمة ما يطلبه في هذه الحياة ليجعل حياته سعيدة.. أيضاً ما يجعلها تعيسة و لا يرغب فيه ..
". هل تعتقدون انه حقاً سوف يفكر حتى في قراءة هذه القوائم المنتفخة بالمتطلبات ؟؟ إن الحبر الأسود يكاد يغطي كل الأبيض في الورقة ." ..
هكذا قال أصغرهم سناً وهو ينظر بدهشة إلى كل هذه الكلمات و الطلبات و الأشياء التي كدسوا بها أوراقهم في حين انه كتب سطر واحد فقط في قائمته .. جاءت ساعة وصول والدهم إلى المنزل و قد اتفقوا على كل شيء ..
علقوا قوائمهم على جدران المنزل في مدخل الحجرة الأمامية ووقفوا ينتظرون قدوم والدهم الذي دقت خطواته عتبة المنزل بعد دقائق .. عندما دخل الرجل المنزل نظر إلى منضدة طعامه فلم يجد عليها شيء ووجد أبناءه واقفين متأهبين ليهتفون كأنهم في مظاهرة .. اقترب من الورق المعلق على الحائط ببطء وقرأ أول سطر في اكبر ورقة عندها عرف ماذا يحدث ..
مرت الساعات التالية على الأبناء في رعب قاتل و رهيب ..فقد خاف كل منهم أن يلاقي مصير الأخت التي وضعها والدها في (.الفلكة.) بمجرد أن علم أنها سبب كل ما حدث واخذ يضرب و يضرب في بطش و قوة حتى سال الدم من قدمها .. ). وهذه البنت مختفية الان .(
و بالطبع لم يتدخل احد من أهل القرية التي اجتمع معظمهم ليعرف سبب الصراخ و البكاء المنبعث من منزل الرجل .. في منتصف الليل كان كل شيء هادئ و صامت . نام الأبناء متحسرين على ضياع فكرة خلاصهم هباءا ..
اما القوائم فقد ظلت معلقة على جدران المنزل المظلم لا يحركها ساكن ولا يداعبها أمل إلا هذه الورقة الصغيرة ذات السطر الواحد التي لم يثبتها الصغير جيداً فطارت في الهواء متحررة وقد بدت حروفها واضحة من كل جوانبها ". أنا عاوز بابا غير ده | |
|