قدري
أحيا لأناضل
فأعيش الفكر أعيش القيد
أعيش الموج المتلاطم
قدري
أبقى وأقاتل
وأحْطمَ جدران القهرِ
المدفون بعمر الكونْ
قدري
أن أحيا وأقاوم
وأحطم جدران الغضب المكنوز بذاتي
وأحطم كل الجدران
وأرفض حتى الموت شجاعا
تحت البرد وتحت الحر
سجيناً
داخل جدران الخزان
*** *** ***
عشقت الحقل
فكنت البيدر والفلاح
عشقت القمح
فكنت المنجل والمحراث
وتهشم قلبي فس ساح الأقصى
فغدا ... دوحاً وعنادل ...
ودمي المنداح غدا طرقات
وبهذا كنت مناضل
*** *** ***
عشقت الصحراء ليالٍ
والليل عذاب وخيام
واصلت الدربَ
أشق الليلَ
لأنسج من لحن عذابي
شكل البسمة للأطفال
*** *** ***
أعرف أن السجن عذاب
لكن ما كان خسارة
أعرف أن السجن قيود
لكن ما حنيت هامة
أعرف ما كان بساط ورود
وخياري أضحى بإرادة
أعرف أن حياة السجنِ
سكب الغازِ
ونزف الدمعِ
وذرف الآهْ
أعرف ما لا تعرف عن
أطفالي المحرومين أباهم
والمحرومين البسمةَ كالأطفال
أتنغص في أيام العيد
أعيش البدر بذاتي ليلَ السجن يداعبني الوجدانْ
أسبح في بحر فؤادي
فأنا إنسانْ
صورة أطفالي
أمواجاً تبدو وأعاصيرْ
الموج يلاطمني وأنا قاربْ
يحملني الموج ُيداعبني ويلاطمني
أتساءلُ هل يزهو الطير بغير جناحْ
دوّامة أشباحٍ تزحف نحوي
وغدي ..
لا أعرف غير المجهول
من يطعم أزغاباٍ تنمو وأنا في السجن
من يطعمهم
إن ودعت القيد بدمعي لأقبلهم
وأنا أحيا كمناضل
لكني أعشق أقداري
وأُقبلها
ما دمت مناضل
*** *** ***
هل حقا أختار حياتي
أم قدرٌ أعمى يحكمني
هل حقا أعشق زنزانة
والزنزانة تعشقني
هل لا أدري فعلاً أم أدري ؟؟!!
فعلاً أدري .. أدري .. أدري
لن أشتاق حياة الآهِ
ولا أبكي جسدي المصلوب بزنزانة
لن أرتد المقصلة المنصوبة في المجهول أمامي
لكنْ .. حقي أتساءل
فأنا إنسانْ
ما جرم الأطفالِ لأنجبهم
ليعيشوا البؤسَ
وذرف الدمعِ
زليل المنسيينْ
أطفالي ما اقترفوا جرماً
حتى يصدر حكم الغابْ
بالأشعارِ أنا أحيا
لكن هل يحيى الأطفال ؟؟!!
سأبيع فلافلْ ..
وألف البيع بمائدة الأشعارْ
هل ينفع أطفالي أني شاعرْ
أم ينفعهم أني في السجن تردَّدُ أشعاري
لكني الإعصارُ
أهزُّ الكونَ
وأحْطِمُ فكَّ الليلِ
وأُردي مخلبَ غابِ الكونِ قتيلاً
سأظل الإعصارَ وزادي
يافطةُ السجن تزينني
وأنا بياعُ فلافلْ
*** *** ***