الجوع كافر
لأول مرة أشعر بالجوع الشديد، الشديد، للتفاؤل بعد أن ابتسمت الوجوه ولمعت الأسنان البيضاء وانفرجت أسارير صفحات الجرائد ومذيعي الأخبار بعد عبوسٍ طالَ لغة التخاطب بين كل ثنائي ، بين الوجهِ وأنفاسهِ ، بين القلمِ والورقة ، بين المرأة وزوجها، بين الطفل ولعبهِ وبين البائع وزبونه، بين الشارع والشارع، بين فلسطين و فلسطين .
تغيَّرت ملامحُ الكون مع هذا الضيف الجميل الذي دق الباب هذا الصباح دون تثاقل من زيارته المفاجئة، حاملاً بشارةً بخطواته . أشرقت الشمس باكراً (مع انها كل يوم بتشرق بس طنشوا)، ورقصت أوراق الشجرِ متناغمةً مع عصافيرها، وانطلق العمل و العمال مغتنمين فرصة الأجواء الـ " منيحة " مستبشرين خيراُ بزيارتهِا ولو ليومٍ واحدٍ. أو لساعاتٍ قليلةٍ، (طيب قبلانين حتى بفنجان قهوة)... إنه الجوعُ للحياة.
كم هو مؤثر هذا الفايروس الذي أصابني والذي أتمنى لكل لبناني الإصابة بهِ من كلّ قلبي ..
فأرجوكم لنمرض جميعاً بالتفاؤل لعلّ وعسى " تصح فلسطين "