موضوع: تحرير الوطن بالشعارات الجمعة يونيو 19, 2009 6:16 am
منذ صغري وأنا اسمع بشيء اسمه " القضية الفلسطينية " ومرفقاتها من مفردات.
تاريخ طويل مليئا بالبطولات والشهادة والدم وأيضا شعارات ثورية ونضالية ربما كان بعضها حقائق ووقائع ولأجل القضية الوطنية الحقّة ولكن ما كان يثيرني تلك الشعارات المنمّقة والموزونة والأشعار التي كانت بالنسبة لي ما هي إلا إبرة مخدّر للعمل وتحريك العاطفة لدى العالم وتسوّل دموعهم.
المشهد الوحيد الصادق بتلك المسرحية " القضية " الحجارة التي كانت السلاح القوي بوجه العدو ,والبطولة للأطفال الصغار والرجال الكبار وأمهات ثكلى وجدران سجون تشهد على العذاب والصرخات.
مراحل لم أعرفها عن قرب ولم ألمسها إلا في دموع العين. كان الضعف أقوى من مقدرتي على الدفاع عن تلك القضية العربية ولكن المشاعر تبنّت تلك القضية حتى كانت بالنسبة اليّ معنى عظيم ولها حرمة وقدسيّة وكنت آمل أن أستشهد يوما على ارض فلسطين ثمن تحريرها من احتلال العدو..
هناك عداوة بيني وبين الشعارات لا اعرف ما السبب ولكني لم أؤمن يوما بها وتأكد لي " كذب " هذه الشعارات في ما شاهدته من بشاعة وإذلال وكُفر بالقيم والمبادئ والأخلاق والإنسانية بمشهد صوّر ونشر على محطات الإعلام بشكل مخيف. شعرت بالقرف والاشمئزاز والحقارة والإهانة والذل وانا أغمض عيني وافتحها غير مصدّقة لما أشاهد أمامي من مشهد مخجل ومعيب بحق الإسلام أولا و بحق القضية الفلسطينية الوطنية .
مسلحين من حماس يضربون قيادي من فتح صفعات مهينة على وجهه ومن ثم يطلقون عليه الرصاص دون أي إحساس بجرم العمل الذي يقومون به. أي قضية فلسطينية ؟ وأي إسلام أنتم؟ هي قضية سلطة وكرسي, أكبر من حجمِ الوطن والشهادة.
بائعو الشعارات ومصدّقيها. لقد فقدتم شرف القضيّة, لفظتكم, وأعلنت شهادة الوطن على أيديكم.
لا " قضيّة “ تبيعونها لتشتروا فيها ما تبقّى من ضمير الأمة العربية بعد اليوم.